الأسوة العمرية في القيادة الإدارية
تطورت القيادة و تنوعت مجالاتها وأساليبها ومسؤولياتها بعد هجرة الرسول صلى الله عليه و سلم إلى المدينة المنورة ، وأقام فيها الدولة الإسلامية ، وقام بشئونها وتدبير أمور ها ، و العناية بمصالحها ، مثل تنظيم وبعث الجيوش ، و توزيع الغنـائم ، وعقد المواثيق والعهود ، وإدارة بيت المال ، وتنظيم وتكليف القادة والولاة ، و إقامة الحدود ، و إرسال الدعاة والرسل إلى غير ذلك من إدارة حياة المسلمين وتيسير أمورهم قائما بمصالح الدولة الإسلامية الدينية والدنيوية ، حتى لحق بالرفيق الأعلى ، بعد أن رسم للمسلمين من بعده المنهج ، و وضح لهم الطريق ، و أقام الحجة ، قال الله تعالى: ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ” سورة المائدة:3
ثم جاء من بعده (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ) الخلفاء الراشدون – رضي الله عنهم – مهتدين بهدية ، و متأسيين ومقتدين به ، سائرين على نهجه مهتمين بشؤون القيادة و الخلافة ، يحكمون و يسوسون الناس بالعدل و الحكمة و الرحمة ، شعارهم إقامة العدل، و هداية الخلق ، و عمارة الأرض وفق المنهج الرباني الذي أخذوه عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فعنوا باختيار الولاة و القادة ممن عرفوا بالقوة و الأمانة ، و النصح للخلق ، حتى فتح الله على أيديهم القلوب و البلاد ، وأسهموا جميعاً في بناء حضارة إسلامية عريقة كان لها أثرها الخير و الفريد في تاريخ الإنسانية عبر القرون
عبدالمنعم جابر العرادي البلوي
مساعد مدير عام مركز المبادرات النوعية سابقاً