رأس المال الفكري “إستراتيجية التحول من الفئة العامة إلى الفئة المتميزة”
كان ولا يزال وسيظل موضوع الموارد البشرية من أكثر الموضوعات أهمية وإلحاحاً بالنسبة للمخططين الإستراتيجيين والممارسين الإداريين على مستوى المنظمات الإدارية أو المجتمعات. بل يمكن القول بأن هذا الموضوع يعد اليوم من أكثر الموضوعات تحدياً بالنسبة للمجتمعات المتقدمة والنامية، سواء من حيث الإعداد أو التأهيل أو الاستثمار. هذه المشكلة نجدها ماثلة في قضية رأس المال الفكري وربطها بإستراتيجيات الموارد البشرية ومن ثم البحوث والاستشارات والتدريب. هذه القضية تشير في مضمونها إلى أنه بالرغم من أهمية تنمية الموارد البشرية بشكل عام إلا أنه ينبغي أن يوجه الاهتمام إلى فئة خاصة من الموارد البشرية يقوم عليها في الغالب نماء وازدهار المنظمات والمجتمعات. هذه الفئة تمتلك الخبرة والمعرفة والقدرة الإبداعية بما يجعل تنميتها واستثمارها والمحافظة عليها أمراً مطلوباً في ظل التنافس الشديد على الكفاءات البشرية. بل يمكن القول إن النظرة إلى إعداد وتأهيل الموارد البشرية في ظل ظهور مفهوم رأس المال الفكري يجب أن تتحول إستراتيجياً نحو النظرة إليهم باعتبارهم أحد مصادر الاستثمار التي يمكن استكشافها ورصد مقوماتها وتصديرها.
لقد أثبتت تجاربنا السابقة في المملكة العربية السعودية في مجال القوى العاملة أن لدينا معضلة متناقضة الخصائص ، ففي الوقت الذي نعاني فيه ازدياد القوى البشرية الموجودة في سوق العمل وعدم حصول هذه القوى البشرية على الوظائف المناسبة ، نجد أننا في الوقت نفسه نستقدم ونوظف العديد من الكفاءات البشرية من خارج المملكة ؛ بينما لا نستطيع أن نصدر مواردنا البشرية إلى أي من دول العالم.
هذه المعضلة تفرض علينا أن نعيد النظر في إستراتيجيتنا المتصلة بالقوى البشرية بحيث يكون التركيز على رأس المال الفكري بالتركيز على الفئة المتميزة، وذلك من خلال منظومة البحوث والاستشارات والتدريب بما يضمن الاستفادة من هذا المورد الثمين على المستوى الداخلي والخارجي بدلاً من التركيز على الإعداد العام للموارد البشرية الذي أثبت عدم نجاحه في حل معضلة القوى البشرية السعودية.
——————————————-
إعداد وتقديم
أ. د / عبدالرحمن بن أحمد هيجان
1427هـ
الورقة كاملة حمل هنا
[onyxfile id=22376]