التعليم الإلكتروني ( المفهوم والأنواع وطرق التوظيف في التدريس )
مقدمة: في ظل طوفان المعلومات، والتغير المتلاحق،ونمو المعرفة بمعدلات سريعة ، والذي نتج عن ثورة المعلومات التي نعيشها الآن، أصبح العالم كما يذكر سالم (2004م،ص283) يعيش ثورة علمية وتكنولوجية كبيرة، كان لها تأثير على مختلف جوانب الحياة، وأصبح التعليم مطالباً بالبحث عن أساليب ونماذج تعليمية جديدة لمواجهة العديد من التحديات على المستوى العالمي منها زيادة الطلب على التعليم، مع نقص عدد المؤسسات التعليمية ، وزيادة كم المعلومات في جميع فروع المعرفة المختلفة فضلاً عن ضرورة الاستفادة من التطورات التقنية في مجال التربية والتعليم، ليظهر نموذج التعليم الالكتروني E-learning ليساعد المتعلم على التعلم في المكان والزمان المناسبين له من خلال محتوى تفاعلي يعتمد على الوسائط المتعددة (نصوص-صوت-صورة-حركة) ويُقدم من خلال وسائط الكترونية مثل الحاسب والانترنت وغيرهما ، وبالتالي فإن التعليم الالكتروني يعد نمطاً جديداً من أنماط التعليم ، فرضته التغيرات العلمية والتكنولوجية التي يشهدها العالم حتى يومنا هذا، ولم تعد الطرق والأساليب التقليدية قادرة على مسايرتها، ولذا أصبحت الحاجة ملحة لتبني نوعاً آخر من أنواع التعليم وهو التعليم الإلكتروني.
مفهوم التعليم الإلكتروني:
لم يتم اتفاق كامل حول تحديد مفهوم شامل يُغطي جميع جوانب مصطلح “التعليم الإلكتروني”, فمعظم المحاولات والاجتهادات التي اهتمت بتعريفه نظرت كل منها للتعليم الالكتروني من زاوية مختلفة حسب طبيعة الاهتمام والتخصص والغرض, مما أدى إلى ظهور العديد من التعاريف للتعليم الإلكتروني ، الأمر الذي حدا ببعض المهتمين إلى القول بأن عدد ها بعدد الذين قاموا بتعريفه ، ومن خلال التتبع لهذه التعريفات يوجد بأنها أما تنظر للتعليم الإلكتروني كطريقة تدريس أو كنطام متكامل له مدخلاته وعملياته ومخرجاته .
ومن التعريفات التي تنظر للتعليم الإلكتروني كطريقة تدريس ، مايلي :
تعريف العريفي (2003م،ص6 ) للتعليم الإلكتروني بأنه : ” تقديم المحتوى التعليمي مع ما يتضمنه من شروحات وتمارين وتفاعل ومتابعة بصورة جزئية أو شاملة في الفصل أو عن بعد بواسطة برامج متقدمة مخزونة في الحاسب الآلي أو عبر شبكة الإنترنت ” .
تعريف الموسى والمبارك ( 2005 م،ص113) للتعليم الإلكتروني بأنه ” طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة ، ورسومات , وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية ، وكذلك بوابات الإنترنت سواءً كان عن بعد أو في الفصل الدراسي المهم والمقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكثر فائدة ” .
تعريف زيتون ( 2005م ،ص24) للتعليم الإلكتروني بأنه ” تقديم محتوى تعليمي ( إلكتروني) عبر الوسائط المعتمدة على الكمبيوتر وشبكاته إلى المتعلم بشكل يتيح له إمكانية التفاعل النشط مع هذا المحتوى ومع المعلم ومع أقرانه سواء أكان ذلك بصورة متزامنة أم غير متزامنة وكذا إمكانية إتمام هذا التعلم في الوقت والمكان وبالسرعة التي تناسب ظروفه وقدراته ، فضلاً عن إمكانية إدارة هذا التعلم أيضاً من خلال تلك الوسائط”.
ويلاحظ بأن وجهة النظر السابقة ترى بأن التعليم الإلكتروني طريقة تدريس يتم من خلالها نقل المحتوى إلى المتعلم من خلال الوسائط الالكترونية.
ومن التعريفات التي تنظر للتعليم الإلكتروني كنظام ، مايلي :
تعريف الشهري (2002م ،ص38) للتعليم الإلكتروني بأنه ” نظام تقديم المناهج ( المقررات الدراسية) عبر شبكة الانترنت ، أو شبكة محلية ، أو الأقمار الصناعية ، أو عبر الاسطوانات ، أو التلفزيون التفاعلي للوصول إلى المتعلمين “.
تعريف غلوم (2003م،ص3) للتعليم الإلكتروني بأنه “نظام تعليمي يستخدم تقنيات المعلومات وشبكات الحاسوب في تدعيم وتوسيع نطاق العملية التعليمية من خلال مجموعة من الوسائل منها :أجهزة الحاسوب و الإنترنت و البرامج الإلكترونية المعدة أما من قبل المختصين في الوزارة أو الشركات”
تعريف سالم ( 2004م،ص289 ) للتعليم الإلكتروني بأنه ” منظومة تعليمية لتقديم البرامج التعليمية أو التدريبية للمتعلمين أو المتدربين في أي وقت وفي أي مكان باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات التفاعلية مثل ( الإنترنت ، القنوات المحلية ، البريد الإلكتروني ، الأقراص الممغنطة ، أجهزة الحاسوب .. الخ ) لتوفير بيئة تعليمية تعلمية تفاعلية متعددة المصادر بطريقة متزامنة في الفصل الدراسي أو غير متزامنة عن بعد دون الالتزام بمكان محدد اعتماداً على التعلم الذاتي والتفاعل بين المتعلم والمعلم ” .
وبالاستفادة مما سبق وبناء على الإمكانات المتاحة في التعليم ولحداثة التعليم الإلكتروني في المملكة العربية السعودية يعرف الكاتب التعليم الإلكتروني بأنه”طريقة لتقديم الخبرات التعليمية في بيئة تعليمية /تعلمية تفاعلية متعددة المصادر بالاعتماد على الحاسب الآلي وشبكات الانترنت ؛ مما يؤدي إلى تجاوز مفهوم عملية التعليم والتعلم جدران الفصول الدراسية ويتيح للمعلم دعم ومساعدة المتعلم في أي وقت سواء بشكل متزامن أو غير متزامن”
ويقتضي التعريف السابق للتعليم الإلكتروني عدداً من الخصائص ،هي :
التعليم الإلكتروني تعليماً مرن يحدث في أي وقت ومن أي مكان تتوافر فيه أدواته وبالسرعة التي تناسب المتعلم .
التعليم الإلكتروني لايقتصر فقط على تقديم المحتوى ولكنه يهتم بجميع عناصر المنهج (الأهداف – المحتوى -الأساليب والأنشطة – التقويم).
التعليم الإلكتروني يُقدم المحتوى بالاعتماد على الوسائط المتعددة ( الصوت ، الصورة ، النص ، الحركة) عبر الوسائط الإلكترونية الحديثة (الحاسب ، الانترنت ).
التعليم الإلكتروني ليس شرطاً أن يكون تعليم عن بُعد بل قد يحدث داخل الفصل الدراسي .
التعليم الإلكتروني يغير صورة الفصل التقليدي ( إلقاء من قبل المعلم وإنصات من المتعلم ) إلى بيئة تعلم تفاعلية بين المتعلم ومصادر التعلم المختلفة وبينه وبين زملاءه ومعلمه.
التعليم الإلكتروني لايلغي دور المعلم ولكنه يغير منه ويسانده، ويتيح مساعدته للمتعلم في أي وقت .
[box type=”info” bg=”#” color=”#” border=”#” radius=”0″ fontsize=”12″]إعداد د. محمد بن صنت بن صالح الحربي رئيس قسم التعليم الإلكتروني الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض[/box]
لتحميل ورقة العمل انقر على التحميل في الأسفل
[onyxfile id=21540]