التحول إلى الإدارة الإلكترونية في مدارسنا ضرورة
التغيير من سنن الله في الكون قال تعالى {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } (سورة الرحمن: 29).يتميز عصرنا الحالي بالتغييرات المتسارعة ، وبالانفجار المعرفي ، وكثرة المعلومات التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية ، والتقدم الهائل في التقنيات الحديثة في مجال الاتصالات والتكنولوجيا . لأجل هذا أطلق على هذا العصر بعصر الثورة المعلوماتية والعلمية والتكنولوجية ،
و لقد شهدت بدايات القرن الواحد والعشرين تقدما هائلا في مجال تكنولوجيا المعلومات والحواسيب والاتصالات ؛ ورغم تقدم المملكة العربية السعودية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلا إن استخدامها في مجال الإدارة المدرسية ليس بالمستوى المأمول ، و غالبا ما يعتمد مدير المدرسة على الطرق التقليدية في إدارته للمدرسة ويقتصر استخدامه للحاسب الآلي على متابعة البريد الالكتروني والإطلاع على الخطابات الواردة فقط ، ومن المؤسف في ظل هذا التطوير التكنولوجي أن مدير المدرسة يقوم بطباعة الخطابات ورقيا وتسجيلها بقيد الوارد وحفظها في ملفات ورقية في سجلات الحفظ الخاصة بالوارد والرد عليها ورقيا وإرسالها بواسطة المراسل ، وهذا لا يرتقي أبداً للطموحات المنشودة ولا يتوافق مع توجهات الحكومة التي تنادي بأهمية الاستفادة من التطور التكنولوجي والرقمي؛ لقد صدر الأمر السامي رقم 7|ب | 33181 وتاريخ 10-7-1424هـ الذي ينص على وضع خطة لتقديم الخدمات والمعاملات الحكومية إلكترونيا من قبل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ـ إضافة إلى قرار مجلس الوزراء رقم ( 235) بتاريخ 20-8-1425هـ الصادر بناءً على توصيات “سبل تعزيز التعاون لتحقيق أهداف المراجعة الشاملة والرقابة على الأداء ” التي نظمها ديوان المراقبة العام ، كما جاء في الفقرة الثالثة من القرار والتي تنص على : ” على الجهات الحكومية تبني استخدام أنظمة الحاسب الآلي في جميع العمليات المالية والمحاسبية ،والتحول من الوسائل التقليدية في مسك السجلات وإعداد الحسابات والبيانات المالية إلى الوسائل الإلكترونية وتقديم بياناتها للمراجعة على أقراص مدمجة بدلاً من المستندات الورقية ” ؛ رغم مرور ما يقارب الست سنوات على هذه التوصية إلا أن مدارسنا لازالت تعتمد على الإدارة التقليديه بدلا من التحول إلى الإدارة الإلكترونية . فمدارسنا ليست بمنأى عن هذا كله فهي معنية بمواكبه التطور التكنولوجي والرقمي وتوظيفها التوظيف الأمثل في الإدارة المدرسية لتوفير الجهد والوقت والمال من خلال استخدام الانترنت والبريد الالكتروني والبرامج الإدارية في المهام الإدارية المكلف بها مدير المدرسة مثل التخطيط والتنظيم والتوجيه والتقويم ، وأخذ البيانات من مصادرها الأصلية، وربط المدارس مع إدارات التربية والتعليم وكأنها وحدة مركزية واحدة يتم خلالها تبادل البيانات والمعلومات بينهما مباشرةً ، كذلك المساهمة في بناء المعرفة وإدارة كافة الموارد الكترونيا ؛ وهذا يصعب تحقيقه ما لم تلتزم إدارات التعليم بدعم وتطبيق الإدارة الإلكترونية في المدارس التابعة لها من خلال توفير متطلبات تطبيق الإدارة الإلكترونية ، وتدريب مديري المدارس على تطبيقات الإدارة الإلكترونية ، وتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة وتحسين وتطوير الموارد المالية للمدارس ، و وضع خطة واضحة لاستخدام الإدارة الإلكترونية ، كذلك العمل على زيادة اعتماد المدارس على الوثائق الإلكترونية بدلا من الورقية ، وتقليل الأعباء الإدارية المدرسية المكلف بها مدير المدرسة ووكيل المدرسة والتعويض عن ذلك بتقديم برامج تأهيلية للتعامل مع تقنيات الإدارة الإلكترونية. كذلك ضرورة اهتمام إدارات التربية والتعليم بجودة تصميم البرامج الإدارية المقدمة للمدارس وإلزام المدارس بتوحيد تلك البرامج ألمقدمه لهم. واقترح على المسئولين في إدارات التربية و التعليم ، بإنشاء إدارة مستقلة متخصصة في الإدارة الإلكترونية مهمتها التخطيط والتنظيم والمتابعة والتقويم والتدريب بما يتعلق بالإدارة الإلكترونية لتحويل مدارسنا من الإدارة التقليدية إلى الإدارة الإلكترونية التي أصبحت ضرورة ملحة في وقتنا الحاضر . جريدة المدينةالسبت 12/06/2010 [box type=”tip” font=”georgia” fontsize=”١٤” float=”left” head=”الكاتب”]عبدالمنعم العرادي نشر في جريدة المدينةالسبت 12/06/2010[/box]
Click to rate this post!
[Total: 0 Average: 0]
You must sign in to vote